**** رباعية غن الموت هنا ****

****رباعية عن الموت هنا ****

--------------------------------------------------------------------------------

( 1 )
المواجهة
وقف الفريقان قبالة بعضهما .. تفصلهما ساحة الميدان ، ارتفعت الحناجر بالهتافات ، والتهبت الاكف بالتصفيق المتناغم فى غضب ، قطع الزبانية النور عن الميدان ، فسبحت الجموع فى ظلام ، اخذت الحشود الثائرة تتنادى فيما بينها و تدق بعنف على ابواب المحال المغلقة واعمدة الانارة،وإرتفعت الهتافات حتى تحولت الى زئير هز الميدان ، ارتعدت قلوب الفريق المسلح فباغت الجمع بنار تلظى .. إختنقت الصدور وتقطعت الانفاس . وعميت الاعين !!وسقط اول شهداء الثورة ليكتب بدمه أول فصول الملحمة !!
( 2 )
البلطجية
جاء صوت المرأة عبر الهاتف وكأنه يصدر من غور سحيق ، تسارعت كلماتها تطلب الاغاثة والنجدة
طلبوا منها الادلاء بعنوانها ففعلت ، طمئنوها بكلمات مقتضبة .. وما ان اغلق الخط حتى نظر المسئول الى زميله مستفسراً " ألم يصل الرجال الى هذه المنطقة بعد؟ "
اجابه زميله " لا ولكنى سأرسل غيرهم ليقوموا بتأديب الاهالى هناك "!!
( 3 )
ابناء العم
اخذنا نتقدم تجاههم يدفعنا الخوف ،وامطرناهم بالحجارة والجمناهم بالهتافات ، ظلوا فى سكون رهيب ظننا معه انهم يخافوننا ، اقتربنا اكثر حتى اصبح البعض منا على مقربة من افواه بنادقهم ، انتبهنا على صرخات تأتى من خلفنا ..وما كدنا نتساءل عن الامر حتى كانوا يحاصروننا من كل اتجاه ووقعنا فى فخ عسكرى مزق الجمع تمزيقا !!
عدنا من جديد فى عناد واستماتة ، صرخ احد الثائرين قائلا لزميله " لا تقذف بالطوب على الجهة اليمنى .. فقد لمحت ابن عمى بينهم .!!
( 4 )
الشروق )
اشرقت الشمس على الجموع المحتشدة فى السويس ، فوجدت انها غيض من فيض ، فقد انهمرت السيول الجارفة .. فى ميدان التحرير !!
عزف الميدان انشودة السقوط .. فاهتزت ارجاء العالم .. وتهاوى الطاغية .!!