عمّ عجب بقلم :نجلاء نصير

عم عجب يجلس علي باب دكانه يبيع ويشتري ،كل يوم يري نفس الوجوه تقريبا ،يبيع نفس الحاجات والمحتاجات،والمحل يعج بكلمة هات وهات وهات ،وفي آخر اليوم يغلق باب دكانه وينام علي أريكة اقتطعت مكانا في الدكان ،تذكر عم عجب أنه لم يتناول طعام العشاء ،لكن الوحدة قالت له مخاطبة :ستأكل بنفسك لحالك بمفردك ما يشاركك الحياة إلا عكازك أنا مللت منك يارجل ليس لدي في أجندتي غيرك ؟!
اخرج للحياة...ضحك عمّ عجب من حديث الوحدة معه وخاطبها قائلا :يا وحدتي هل تريدني أطلقك بالثلاثة بعد عشرة العمر ،آه يا جاحدة من غيري في حياتك أيتها الخائنة ؟!
قالت له الوحدة وهي تضحك :أنت تظن أنني لا أنشغل إلا بك وتعالت صرخاتها
يا عجب :هناك الكثير والكثير يحييون وسط عائلاتهم لكنهم لا أفارقهم ،اخرج معي الآن سأريك العجب يا عجب
انظر في قسمات وجوه الناس دقق يا رجل ،أرأيتني في قسماتهم وفي كلامهم ،هم قرروا يعزلوا أنفسهم عن الحياة باختيارهم ينخرطون في العمل بطريقة روتينية دون كلل أو ملل ،عجب أنت لم تعلق ،ولم ترد علي هو أنا وحيدة مثلك ،رغم إني أرافق الكثير من بني البشر إلا أنني وحيدة أيضا ياعجب..
ضحك عجب وقال لها :أنت تريدين اقناعي أن محبين الوحدة كثر بتضحكي عليّ أو بتضحكي علي نفسك
ما بضحك عليك يا عجب كل الناس الذين تراهم يلبس معظمهم قناع السعادة ،لكن بداخلهم وحدة قاتلة فرجال الأعمال حياتهم أرقام في أرقام يومهم محسوب عليهم لا وقت للراحة إلا في حالة التعب ،وإن أرادوا إجازة تجدهم سرعان ما يقطعونها خوفا علي مصالحهم حولهم الكثير والكثير لكنهم يشعرون بالوحدة أيضا ،رؤساء العمل والحكومات أيضا أرافقهم بل أنا ظلهم .

الاستاذة نجلاء نصير
كعادتك تكتبين الجميل والمعبر ..
نعم .. كل منا يعيش الوحدة داخل ذاته .. وان اظهر عكس ذلك ..
اعتقد انها سمة عصر نعيشه .. انها كذلك فعلا
دمت سيدتى الراقية المبدعة

مدحت زيدان كتب:والله ياأستاذة نجلاء أنا أعرف شخصا يعيش فى وحدة وهو فى وسط بيته وأولاده

غريب حتى عن نفسه

دمتِ بكل سعادة

الأستاذ الفاضل:مدحت زيدان
أشكرك كثيرا علي مرورك وتعليقكم الذي أثري متصفحي
شكرا وجزاك الله خيرا