ابله فضيله

فضيله توفيق

و شهرتها ابله فضيله بتقدم برنامج فىالراديو اسمه غنوه حدوته بتحكى فيه حواديت للاطفال.فضيله درست حقوق بإرغام من والدهاو

عملت كمحاميه لمدة سنتين و بعدها تركت العمل وذهبت للراديو و قابلت بابا شارو اللى ساعدها فى الاول. أبلة فضيلة توفيق فشلت في

المحاماة.. فأصبحت أشهر مذيعة للأطفال
عالم من الخيال الطفولي الجميل.. يأتي إلينا عبر صوتها الحنون.. يحمل معه الكلمات الرقيقة.. والأقوال الخفيفة.. يطوف بنا الدنيا

ببساطة الكلمات.. وعفويتها.. وعذوبتها.. لتأخذنا إلي هذا العالم البريء.. الناصع. الآن نتذكر هذا الصوت الملائكي الرائع.. وكأنه

كان معنا بالامس فهو مازال يعطي لنا الحكمة.. والكلمة.. ومعاني الصدق.. والأمل.. خمسون عاما مضت مازلنا نلتقي بصوتها عبر

ميكرفون الاذاعة .. لتأخذناإلي حضنها الدافيء لتروي لنا الحدوتة الرقيقة.. لنفرح ونلعب ونتعلم ونستقبل يومنا الجديد بالفرح


والحماس. إنها الاذاعية القديرة ابلة فضيلة توفيق.. صديقة الاطفال. والكبار ايضا.. تروي لنا اليوم حدوتة عمرها.. وهي تعزف بالكلمات علي أوتار القلوب البريئة.. لنتعرف معا علي الوجه الاخر في حياتها.




ابله فضيله


انا انسانة بسيطة جدا.. حبي للاطفال وارتباطي بهم. واحترام عقولهم.. جعلني اتواصل معهم حتي الان.. هذا المبدأ البسيط تعاملت به طوال حياتي ومازلت طوال نصف قرن وحتي الان.
وانا طفلة صغيرة كنت اعشق الحواديت واتذكر وانا عمري 9 سنوات كنت اجمع صديقاتي واصدقائي من الجيران وكانوا صغارا مثلي ونجلس علي سلالم العمارة واحكي لهم حواديت من نسج خيالي.

كان حلم حياتي ان التحق بكلية الآداب قسم علم نفس لولا تدخل والدي واصراره علي إلحاقي بكلية الحقوق وفور تخرجي إشتغلت يوم

واحد فقط في مكتب المحامي الشهير واستاذي 'حامد باشا زكي' وفشلت فشلا ذريعا في عملي لاني كنت اتدخل للصلح وبكيت كثيرا لان

احد الاشخاص جاء للمكتب ليشتكي امه وحاولت اصلاحه ونصحته بان يذهب إليها ليصالحها فما كان من استاذي إلا ان اعفاني من عملي لانني لن اصلح محامية.

ذهبت للعمل بالاذاعة صدفة.. فقد اوصي استاذي حامد باشا 'المحامي' بأن التحق بها واثناء اختياري تمنيت تقديم برامج اطفال ففوجئت باستادي بابا شارو 'محمد محمود شعبان' يأخذني من يدي ويسألني ليه عايزة تشتغلي مذيعة اطفال فقلت علي الفور لاني احبهم واحببتهم من خلال برنامجك للاطفال.
تدربت علي يد اساتذة كبار وطلبت من استاذي بابا شارو ان اجلس في الاستديو مع الاطفال لاستمع للحدوتة التي يرويها فوافق علي الفور وبعد شهور قليلة رشحه وزير الاعلام وقتها عبدالقادر حاتم للعمل في التليفزيون.. لتأتي الفرصة واقدم برنامج الاطفال بدلا منه.بعد شهور قليلة عاد بابا شاروا للاذاعة مرة اخري.. وفوجئت به يطالبني بالإستمرار في تقديم برنامج الاطفال لاني كما قال بنت موهوبة وفرحت جدا واصبح بعدها رئيسا للاذاعة وظل معي برنامج الاطفال 'غنوة وحدوتة' حتي الان رغم ترقيتي الوظيفية لأصل إلي درجة رئيس البرنامج العام.
تزوجت من رجل عظيم وكان يعمل كبير مهندسي الاذاعة كان كل حياتي.. وابنتي 'ريم' جعلتني جدة لاحفادي علي ويوسف وهي تعمل مهندسة كمبيوتر مع زوجها في كندا وبعد وفاة زوجي احسست بفراغ كبير فسافرت عندها ولكنني بعد ثلاثة شهور فقط اخذني الحنين إلي مصر فعدت مرة اخري.زوجي كان أحن مخلوق في الدنيا.. ساندني كثيرا حتي انه في اواخر ايامه وهو علي فراش المرض واتذكر انه في يوم طلبوني لحضور مؤتمر كبير واعتذرت لانني اجلس معه وهو مريض فما كان منه إلا أن اخذ سماعة التليفون من يدي وقال لهم 'فضيلة سوف

تحضر المؤتمر'. أعشق المشي
اعشق رياضة المشي ومنذ سنوات طويلة تعودت ان امشي بنادي الصيد حول التراك 6 مرات يوميا دون انقطاع.. فالمشي مهم جدا واحب طبق الملوخية بالارانب.حصلت طوال مشواري الاذاعي علي اكثر من 39 جائزة وتكريما وشهادات تقدير. ولكن احلي تكريم عندما تأتيني رسالة من طفل صغير بحروف مفرطة وخط وحش خالص اشعر بفرحة شديدة وارد علي رسالته فورا.
صديقتي الصغيرةلن انسي ابدا يوم جاءتني بالاذاعة بنت صغيرة '7 سنوات' هربت من اهلها وبكت وطلبت مني ان اكون امها لان ابوها كان بيضربها وذهبت فورا لمدرستها واعطوني عنوان منزلها وهددت والدها اذا ضربها مرة اخري سوف آخذها منه والبنت دلوقتي عندها 16 سنة واصبحت صديقتي.
تعاملت مع ابنتي الوحيدة 'ريم' وهي طفلة مثل تعاملي مع كل الاطفال وغرست فيها حب الخير للناس.. وعدم الكذب أو النفاق وعند عقابها حين تخطيء في شيء احرمها من الفسحة واجلسها علي الكرسي لمدة نصف ساعة حتي تعلم انها اخطأت ولكن طوال عمري لم استخدم الضرب أو العنف معها.الضرب دايما بيموت الاحاسيس والمشاعر عند الطفل ولذا أركز علي تقديم مفاهيم تربوية للكبار والصغار لتربية الطفل بشكل سليم.سافرت كل دول العالم وتعاملت مع الاطفال باحترام واعجبتني نظافة كندا وتمنيت ان تكون مصر نظيفة وجميلة مثل هذه الدول المتقدمة فانا اعشق تراب بلدي مصر.
أبلة.. كلمة تركية تعني الاخت الكبري واتمني ان اكون الاخت الكبري لكل الاطفال. وللعلم برامج الاطفال يجب ألا ننظر لها علي انها وسيلة للتسلية بل علينا ان نعتبرها وسيلة مهمة لغرس القيم والمباديء والاخلاق.
وتبقي ابلة فضيلة.. صوتا هادئا.. رقيقا.. يغرس البراءة.. والحب.. ليسكن القلب.. ويناجي الروح.. ويكون الصديق. والرفيق. والناصح الامين لكل عقولنا. وتوتة توتة .. خلصت الحدودتة.