بحـث
المواضيع الأخيرة
أدب الطفل القاسم المشترك بين الابداع والتجربه الذاتيه
صفحة 1 من اصل 1
أدب الطفل القاسم المشترك بين الابداع والتجربه الذاتيه
قراءة في قصص د عبد الرزاق العيساوي - أدب الطفل القاسم المشترك بين الابداع والتجربه الذاتيه
خزعل طاهر المفرجي
خزعل طاهر المفرجي
صدرت للقاص الدكتور عبد الرزاق العيساوي مجموعة قصصية للأطفال اسمها (الحكايات الجميلة ). والمجموعة تحتوي اثنا عشر نصا قصيا.
ليس من السهل الكتابة في ادب الطفل ...لانه من النماذج الادبية الصعبة ... و من الضروري جدا ان يكون ادبا هادفا اخلاقيا له قابلية تاسيس مفاهيم معرفيه ايجابيه لدى الطفل كما ان كاتبه يجب ان يكون ملما بعلم النفس بكافة فروعه ليتسنى له بناء القصة الناضجة فاعلة التاثير و الموائمة لنفسية الطفل والتي تصب في بناء شخصيته وان تكون محفزا ودافعا كبيرا للطفل لمعرفة ذاته ..ومعرفة جميع الاشياء والمكونات التي تحيط به ..ويتعامل معها....بمعرفيات بسيطة .. بحيث تكون هذه المعرفيات ملائمة لسنه .. واعدة لبناء مستقبله لقد ركز القاص العيساوي على الجوانب التعليمية ....وهذا الاخير جانب مهم جدا ..خلال قراءتنا لهذه المجموعة القصصية ان المبدع العيساوي يدعم الجانب التعليمي ......ولم يغفل العيساوي ان الطفل يتقبل الحكايات القابلة للتحقيق..وفي نفس الوقت يتقبل الخيال ..ولهذا نرى في المجموعة قصص فيها خيال واسع يتقبله.. ان الجوانب التعليمية للطفل وما تحتوي من معلومات يجب ان تصل اليه بصورة تصاعدية... وقد ابتعد عن كل ما يركز الخوف عند الطفل وبالتالي يزرع الجبن فيه ..بل زرع في دواخله الشجاعة والايثار ..لان الطفل ميال للمحاكاة وتقليد الاخرين .... كذلك من المهم تعلم الطفل لغة الحوار ..وايصال المعلومة للطفل من خلال الحوار .. مثلما نراه في هذه القراءة لاحقا .. ويمكننا القول ان في نموذج ادب الطفل ..هو تجربة ..
( ان تكون التجربة الذاتية في الكتابة والابداع يعد من اصعب الاعمال التي يواجهها الاديب لانه من العسير جدا ان يتمكن المرء ومهما كانت تجربته وابداعه من ان يفرق بين سمات التجربة الذاتية ..وبين وسائل الابداع الاخرى التي يمتلكها وتكمن الصعوبة والحرج في هذا الخلط الذي قلما يستطيع احدا ان يتجاوزه ومن هذا فان الخوض في هذا المجال ما هو الا تجربة ..)
وقد وضع القاص الدكتور العيساوي صراعا جميلا مشوقا بين من يحمل الصفات الحميدة وبين من يحمل ما هو ضدها..التواضع والتكبر ...الاجتهاد والكسل ...القناعة والطمع ..الصدق والكذب ..
ولم يغفل االقاص العيساوي الجانب التعليمي والارشادات في القصص مثل النظافة والرياضة وتقسيم صفات الشجاع ( بالخلق ..والعلم ..والعمل ..)
ففي قصة سنابل :نرى صراعا بين الطاووس المغرور بجماله وبين حقل السنابل (ايتها السنابل الصفراء الشاحبة المنحنية افسحن لي طريقا لكي ادخل في الحقل فأنا ملك جمال الطيور ..ولان السنابل تخاف على سويقاتها من التكسر صاحت قائلة له :ايها الطاووس المغرور تذكر ان لوننا كلون الذهب الاصفر اننا نحمل الخير الوفير ..اننا بتواضع ننحني ومن خيرنا يأكل الانسان .. والنمل.. والطيور.. والحيوان ..) لا بد ان نعلم الطفل العطاء والايثار ونكران الذات حتى نبني مجتمعا معطاء .. هذا ما تناولته القصة ..حيث ذكرت السنابل الطاووس في الربيع الماضي يوم كانت نباتات طرية ولونها اخضر ..امطرت الدنيا وسمحت للطاووس ان يختبئ من في الحقل وحمته من المطر .
اما في قصة (احمد والكرة) فأنها قصة مشوقة جدا وتحتوي على حوار جميل بين احمد الذي اهمل دروسه وبين الكره التي رفضت الخروج معه ..ترمز هذه الكرة الى الصديق او الصديقة .. لان التلاميذ يسمونه احمد الكسلان ...وتدخل ام احمد لمساءلة الكرة عن سبب عنادها لأ حمد وقد أجابتها الكرة : انه لا يعرف ان ينظم ويقسم وقته .. وهي تخجل من مصاحبة ولد كسلان ..فاشل..مما أصاب احمد الخجل ..واخذ يقسم وقته ..بين الدراسة..ومساعدة الاهل ..وقد حقق احمد نجاحا كبيرا في حياته ..
اما قصة( الاسنان) فهي قصة تعليمية وحوار يضمن نصائح بين الطبيب والطفل (كمال) الذي يشتكي من الم شديد في بطنه ..فقد أوصاه الطبيب بتنظيف أسنانه..ومضغ الطعام جيدا ..والاعتناء بنظافة الفم....فمن الفم تدخل الكثير من الامراض ...
وقصة( القوقع ): محتواها الاساسي النصيحة ..وان القوقع لم يأخذ في بالنصيحة مما أدت به تصرفاته للموت ...
وقصة( مالك الحزين ) المحتوى فيها هو المشاركة والتعاون بين الزوجين ..وعدم المشاركة يؤدي الى الحزن .....
لقد استطاع القاص العيساوي ان يمسك بالطفل المتلقي ويوصل اليه ما اراد ايصاله وذلك من خلال عنصر التشويق واللغة البسيطة بمفردات كثيرة التداول في الزمن الحاضر .. كذلك قلل قدر المستطاع من الرموز.. والمدلولات ..وابتعد عن المفردة المحجوبة ..كذلك لم يضع في كل قصة اكثر من فكرة واحدة ..كان القاص العيساوي على دراية بالامور التي تزيد من اشتياق الطفل للقراءة..ان هذه الاليات .. والاسلوب ..هو الذي يبعد الطفل عن الملل وإهمال القصة ..
وبهذا نستطيع القول إن القاص عبد الرزاق العيساوي ابتعد عن الخلط بين اسلوب وآليات نموذج ادب الطفل ..وآليات واسلوب كتابة القصة القصيرة للكبار...بطريقة حققت النجاح بصورة جيده...
بسمة وزهرة- عضوية ذهبية
-
عدد المساهمات : 1616
نقاط : 2407
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
الموقع : الجيزة
فرحانة بالملتقى وناسه
مواضيع مماثلة
» السيره الذاتيه للشيخ الطبلاوى
» القصص تنمى الابداع الادبى للطفل
» لمحات في أدب الطفل
» أدب الطفل في العالم العربي
» أدب الطفل ووظيفته التعليمية والذوقية
» القصص تنمى الابداع الادبى للطفل
» لمحات في أدب الطفل
» أدب الطفل في العالم العربي
» أدب الطفل ووظيفته التعليمية والذوقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أكتوبر 16, 2016 1:37 pm من طرف مصطفي غريب
» بين المرأة و الشمعة أكثر من حكاية وقصيدة
الأحد أكتوبر 16, 2016 1:29 pm من طرف مصطفي غريب
» الشمعة أم وزوجه !!
الأحد أكتوبر 16, 2016 1:25 pm من طرف مصطفي غريب
» خواطر للمحبين والعاشقين !!
الأحد أكتوبر 16, 2016 1:22 pm من طرف مصطفي غريب
» القلوب ثلاثة اقسام :- 1 - قلب سليم 2 – قلب مريض 3 – قلب ميت
الخميس أكتوبر 13, 2016 10:23 am من طرف مصطفي غريب
» ها هو الحب العشقي ؟ ولم نجده في زماننا هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخميس أكتوبر 13, 2016 10:14 am من طرف مصطفي غريب
» هل الحب في حاضرنا هذا اخذ معناه الحقيقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( 2 )
الخميس أكتوبر 13, 2016 10:08 am من طرف مصطفي غريب
» بالحب تحيا القلوب :
الخميس أكتوبر 13, 2016 9:57 am من طرف مصطفي غريب
» هل الحب في حاضرنا هذا اخذ معناه الحقيقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( 1 )
الأربعاء أكتوبر 12, 2016 11:27 am من طرف مصطفي غريب
» فلتكن شمعة تضيء الطريق للاخرين
الأربعاء أكتوبر 12, 2016 11:19 am من طرف مصطفي غريب